صديقتي حلمت بأنني كنت نائمه ف احد اخبرها بأنني قد...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت الفاضلة: رأية خير وشراً كفيته بأذن الله
رؤية صديقتك لك فهي رأتك أنت بالفعل وليست رمزاً لها بل هي أنت، ورؤيا الموت في المنام في الأصل يدل على: الفتنة والنقص في الدين. فرؤية من هو حي في الحقية قد مات في المنام فهو يدل على حصول فتنة كبيرة لك تنقص من دينك أو تميت الدين كله والعياذ بالله فالحذر، فالموت في المنام فتنة في الدين وفساد فيه وقد يكون سببه البحث عن العلو في الدنيا، وإذا كان هناك بكاء وصراخ ولم يتم دفنك في التراب، فصلاح ممكن، وإذا تم الدفن فهو ضعف من حصول لك صلاح. وقد يدل ذلك على قلة في بصيرتك في القدر على جمع بين أمور الدين وأمور الدنيا فالحذر، والموت في المنام طول في العمر لمن مات في المنام، ورؤية الشخص السليم المعافى في الحقيقة في المنام ميت، فقد يدل كذلك على فتنة أصابته أماتت قلبه عن ذكر الله، وقد جعل نبي الله الفرق بين الحي والميت ذكر الله، فقال صل الله عليه وسلم: ((مثل الذي يذكر ربَّه والذي لا يذكر ربه، مثلُ الحي والميت))؛ رواه البخاري، وذكر الله يعني عبادته بما شرع، وطاعته بما أمر وجتناب ما نهى عنه وزجر، وإقامة شرعه في حياته كلها، فمن لم يفعل ذلك كان كالميت، وقد شبه رسول الله بيت من هذا حاله بالمقابر فقال:( لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ) رواه مسلم، أي أن حاله كالميت بسبب تركه لطاعة الله وكثرة الذنوب والمعاصي التي تميت القلوب، فهذه الرؤيا ترمز للغفلة الكبيرة التي يعيش بها الكثير من المسلمين للأسف، وبعدهم عن شرع الله، حتى اصبحت حياتهم كالموت وبيوتهم كالمقابر، نسأل الله أن يأخذ بيدكم لطاعته ورضاه وجنته سبحانه وتعالى، وهي رؤيا مذكرة منبهة لك رسالة من الله أن إستيقظي وتفكري إلى أين تسير بك الدنيا، فالموت مصير كل حي، فهل من توبة، وهل من عودة لله وطاعته، وإذا كانت الأخت في حالة جيدة مع ربها وفي طاعته، وتقومي بواجباتك فقد تكون رؤيا محذرة لك من فتنة مقبلة عليك وإختبار فالحذر من التراخي وحصول شئ من هذا البلاء، فالفتن تحيط بالإنسان من كل جانب ولا تؤمن الفتنة على حي فالحذر. وقد قال تعالى: ( وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ﴿١٥٤ آل عمران ﴾ ورؤيتها لك بأنك ميت ثم تقومي وتكوني حية، فلها معاني منها: فقد تكوني تسقطي في فتنة حتى يظن أقرب الناس لك بأنك إنتهيت ولن تقوم لك قائمة بالصلاح والعودة، ثم يخيب ظنها السيئ وتعودي بالتوبة والطهر فالحياة حياة القلوب بالإيمان والعمل الصالح إن شاء الله، وقد يكون تنبيه لك بأن هناك من يسئ الظن بك فالحذر، والموت أختاه قدر كل حي قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]. فرحم الله امرأً قدَّم منَ الصالحات لتلك الحُفر، ورحم الله امرأً حاسَبَ نفسَه قبل ذلك اللحد الذي لا أنيس فيه، ولا صاحب إلا العمل، وكفى بالموت واعظًا. قال الشاعر: تَجَهَّزِي  بَجَهَازٍ تَبْلُغِينَ بِهِ يَا نَفْسُ قَبْلَ الرَّدَى لَمْ تُخْلَقِي عَبَثًا وكفى بالموت واعظًا، لمن كان له قلب أو ألقى السَّمع وهو شهيد، ورؤية شئ من أحوال الموت في المنام بالأصل هو تذكرة وموعظة، بأن هذه الدنيا لا يطمأن لها ولا يغفل عنها إلا المخدوع فكم قد كان بينكم بالأمس من الأهل والأقارب والأصدقاء، وها هم اليوم في دار الحق حيث حساب ولا عمل، وأنتم في دار الدنيا حيث عمل ولا حساب، فهل إستغلينا الدنيا لتكون مدخلنا لنا للأخرة يوم حساب ولا عمل فيه، أسأل الله لكم الهداية والتوفيق والفرح والسرور في الدنيا والأخرة، وأن يحفظكم الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم آمين والله أعلم.