أرحو التفسير من الشيخ وائل صايمة فقط عمري 38 طليقي...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت الفاضلة: رأيت خيراً وكفيت شراً بأذن الله
رؤيا الشخص المعروف في المنام تدل عليه نفسه ولا يكون رمزاً لغيره فهو ذات الشخص. وتعرف دلالة رؤيته في المنام، من حقيقته في الواقع، فإذا كان شخص صالح في دينه ذو فائدة في دنياه، فهو يدل على حصول الخير وتحقيق المصلحة في أمور الدين والدنيا إن شاء الله، والعكس صحيح، ورؤية الهدية في المنام تدل على: الفرح، لقوله تعالى: " بل أنتم بهديتكم تفرحون ". وتدل على المحبة والمودة، لقوله عليه السلام: " تهادوا تحابوا ". وتدل على الصلح بين المتقاطعين إذا كانت هناك خصومة مع طرف ما، وقيل الهدية في المنام خطوبة لزواج العزباء، والهدية في المنام قد تدل على الهداية للألتزام بأمر الله بالتوبة وبفعل الواجبات أو ترك المحرمات لمن كان عاصياً لله، ومن رأى أنه يأتيه هدية من أحد وكان نوعها محبوباً فهو صلاح للفاعل والمفعول وكل ينال من صاحبه ما يريده، والهدية من الثياب فهي في المنام تدل على: الزواج والدين. والثياب في المنام تدل على الستر والعفة، وكل لباس ساتر في المنام هو زوج في منام الفتاة قال تعالى: ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) البقرة 187، وثياب المرأة في المنام تدل على صفات خاطب، فإذا كان فستان ساتر لما يجب ستره وقياسه صحيح، دل على زوج صالح كامل الصفات بمقدار كمال ستره لك، وكل نقص في الفستان وكشف لما وجب ستره دل على نقص في رجولته ودينه، وذلك لأن الثياب تدل على الدين، قال صل الله عليه وسلم:( بينما أنا نائم؛ رأيت الناس يُعرَضُونَ عليّ وعليهم قُمُصٌ ؛ منها ما يَبْلُغُ الثَّديَّ، ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك؛ فعُرِضَ عليَّ عُمَرُ وعليه قميص يَجُرُّهُ ، قالوا: فما أوّلتَهُ يا رسول الله ؟! قال: الدِّين) والثياب الرياضية قد تدل على الشخص صحيح البدن ولكنه قد يكون لها طباع مخالفة للعرف، وقد تكون الثياب الرياضية تدل على ضعف في الحالة المالية، واللون الأحمر يدل على المحبة، فقد يكون الزميل لك عنده شئ من المشاعر والمحبة، واللون الأبيض يدل على الصفاء والصدق والإسلام إذا كان ظاهره الإلتزام، ويحتمل المنام للزواج أو الترقية والرفعة في المكانة وللزواج أقرب وهذا إذا صدق المنام والله أعلم.

الأخت الفاضلة: بما أن الأمر جد في الحقيقة:
في البداية لابد من التوضيح، بأن الإستخارة ليس لها أرتباط شرعي في المنام، إذا أن رسول الله صل الله عليه وسلم لم يكون إذا أراد فعل شئ يستخير ثم يذهب للنوم حتى يرى ما هو الجواب، ولا علم هذا لأحد من الصحابة ولا هم علموه لمن بعدهم، هذا الكلام يقوله الناس العوام لا حجة عليه ولا برهان، فالمنام شئ والإستخارة شئ أخر، والذي يجب أن يقال هو بأن لا تعتمدي على المنامات في تقيم الناس، وذلك لأن الصحيح أختاه أن يعمل بمثل هذه المسائل المهمة جداً بالأحكام الشرعية وليس بالأحلام المنامية، والأحكام الشرعية تقول في هذه المسألة من جهة المرأة فالأمر الشرعي الواجب عليها هو تحديد حال الشخص بوضعه في ميزان الشرع، وصاحب الشرع هو الله الذي تطلبي منه في الرؤيا التي تبحث فيها عن ما أنت بحاجة معرفته بما يخص إذا كان خاطب ومستقبلك معه، ومع أن الجواب الأكيد القطعي الصحيح موجود بين يديك وهو في كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم، ولا يصح ولا يجوز ترك مثل هذه المسائل المهمة جداً والكبيرة للمنامات التي لا أحد يستطيع أن يجزم إذا كانت رؤيا حق من الله أو حلم من الشيطان أو حديث نفس أو أضغاث أحلام لا معنى لها، وقد قال صل الله عليه وسلم: ( الرؤيا ثلاث، فرؤيا حق، ورؤيا يحدث الرجل نفسه، ورؤيا تحزن من الشيطان) رواه مسلم، فأحياناً يكون حلم من الشيطان يريد أن يفسد على الرائي ويجعل الخير شر وأحياناً العكس بأن يجعل الشر خيراً، وأحياناً تكون رؤى حديث نفس وهي ما يدور في العقل أو القلب ويسيطر على المشاعر فيراها النائم في منامه وليست رؤيا من الله، إذاً ليس كل شئ تشاهديه في المنام هو رؤيا من الله، لذلك الله سبحانه لم يكلفك في المنامات ولكنه كلفك بالشرع، وسوف يحاسبك على ما تختاريه، فإختيار الزوج أمر تكليفي، والشرع يقول بأن المرأة السعيدة الموفقة من تزوجت بالرجل الصالح، والرجل الصالح هو: صاحب الدين الصحيح الصادق وصاحب الخلق الطيب، ودليل ذلك فقد قال رسول اللَّه صل اللَّه عليه وسلم:( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) صحيح الترمذي، فإذا كان هناك شخص خاطب رجل صاحب دين صادق وتدين مستقيم وكذلك له خلق طيب تمسك به ولا تفرط به، والدين الصحيح المقبول هو أن يكون ملتزم بأوامر الله كلها طاعة الله، ومجتنب لنواهيه كلها طاعة الله، حريص على دينه، والخلق الطيب أن يكون شجاع ليس بجبان، كريم ليس ببخيل، طيب النفس ليس بخبيث، يغار على عرضه وليس بديوث والعياذ بالله وما أكثرهم في هذا الزمان، وهكذا من هذه الصفات الطيبة فهذا هو الرجل الذي يزوج ويتمسك به وتؤجر المرأة على الزواج به والصبر معه إذا كان عنده نقص في أمور الدنيا، وتكون حياتها سعيدة موفقة في الدنيا وكذلك يكون عوناً لك على الأخرة، إن شاء الله، وهناك أمور أخرى قد ترغب بها المرأة وليست من الأصول بل هي من الفروع مثل حسن شكله وسلوبه أو أن يكون حامل شهادة عليا أو من عائلة كبيرة مشهور أو يكون رجل غني وفي هذا الزمن أن يكون حبيب، وهكذا مما يبحث عنه الناس، ولا بأس به لو توفرت ولكن لا تكون هي الأصل، فالنصيحة أختاه أن لا تتعجلي بالقرار لا بالرفض ولا بالقبول حتى لا تندمي في ما بعد لا قدر الله، حتى تتأكدي من توفر هذه الشروط، في ما لو تقدم لك للزواج، وبعد ذلك هناك الإستخارة وهي صلاة تؤدى ويقال فيها دعاء الإستخارة قبل السلام، وتكون بعد ما أن تعزم أمرك على فعل أمر ما خصوصاً إذا جهلت خيره من شره، ثم تعمل على تكملته فإذا تيسرت الأمور وتسهلت فقد أختاره الله لك، وإذا تعسرت وتصعبت كذلك يكون الله قد أختار أن يصرفه عنك، وهذه هي السنة في الإستخارة. ولا يعمل بإستخارة على شئ حرام أو غير صحيح، ولا على خاطب لا تتوفر فيه الشروط الشرعية وكذلك هناك غير الإستخارة الإستشارة ممن له حكمة وخبرة وتجربة وخصوصاً ممن يعرف الخطيب معرفة أكيدة، والله أعلم. 

الأخت الفاضلة:
الإستخارة نعم تكون لك أمر تهمي به هذا صحيح، ولكن كما شرحت لك بأنه ليس له علاقة في المنامات، فمن إستخارة على أمر جائز شرعاً وبعد أن يقوم المستخير ما يجب عليه من الأسباب يستخير ولا ينتظر شئ، لا بل يذهب يتم ما استخار له فإن تيسر فقد خار الله له، وإذا تعسر فقد صرفه الله عنه هذه هي اإستخارة، 

في ما يتعلق بالمنام:
المهم بالملابس أن تكون على قياسك نظيفة غير تالفة أو ممزقة أو قذرة، وأن تكون ذات قيمة، والهدية منه أم يكون هو المقصود في معنى الهدية، أو عن طريقه، وكما ذكرت الحمراء محبة والبياض صدق وصفاء، وقد يكون الشئ الأضافي هو بأنها من مثل ما انت معتادة عليه من الثياب، فلعل المعنى بأنه شخص كما أنت ترغبي أن يكون وايوافق رغباتك وسلوكك ومنهجك في الحياة، الجورب في المنام يدل على: الحفظ والستر. ورؤية الجورب في المنام تدل على المال والوقاية والحفظ، وهو يرمز لجنس النساء، ما لم يلبس، ومن رأى في المنام أنه لبس جورباً فقد حفظ ماله ودخره،  فإذا كان الجورب له رائحة طيبة وهو جديد نظيف، فإن صاحبه يؤتي زكاة ماله، ويدل على شخص ممدوح له أفعال يشكر عليه ثناء حسناً، والله أعلم.