يا شيخ حلمت اني أنا وصاحبتي لابسين فساتين وكاشخين...

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت الفاضلة: رأيت خيراً وكفيت شراً بأذن الله
الثياب في المنام في الأصل تدل على: الزواج والدين. فرؤية إرتداء الثياب في المنام يدل على الستر والعفة إن شاء الله، وكل لباس ساتر في المنام هو زوجة في منام الرجل، كما أنه زوج في منام المرأة قال تعالى:( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) البقرة 187، وثياب المرأة في المنام تدل على صفات خاطب وكذلك دين الرائية، فإذا كان فستان ساتر لما يجب ستره في الواقع، دل على زوج صالح حسن الصفات بمقدار كمال ستره للرائية، وكل نقص في ملابس المرأة وكشف ما وجب ستره دل على نقص في رجولة ودين لخاطب، وكذلك يدل على نقص في دين الرائية بمقدار النقص في الفستان لو حصل، فالثياب تدل على الدين والصفات، وذلك لقوله صل الله عليه وسلم:( بينما أنا نائم؛ رأيت الناس يُعرَضُونَ عليّ وعليهم قُمُصٌ ؛ منها ما يَبْلُغُ الثَّديَّ، ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك؛ فعُرِضَ عليَّ عُمَرُ وعليه قميص يَجُرُّهُ ، قالوا: فما أوّلتَهُ يا رسول الله ؟! قال: الدِّين )، والفستان الجميل الساتر للفتاة العزباء في المنام يدل على زواجها أو تحسن في دينها ويكون بمقدار جمال وأناقة وستر الفستان، ورؤية الركوب مع شخص معروف لك في الواقع في سيارته، فهو إذا كان شخص تتوفر فيه الشروط الشرعية لزوج الصالح، من الدين الصحيح والخلق الطيب، كما قال رسول اللَّه صل اللَّه عليه وسلم:( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) صحيح الترمذي، والعلاقة التي بينكما لا يوجد فيها ما يغضب الله كما يحصل في هذا الزمن تحت مسمى الحب، لأن العلاقة بين الرجل والمرأة من غير رابط شرعي مخالف الشرع الله، فالله لا يحرم شئ في الواقع ثم يبحه في المنام، ولمعرفة صدق المنام من كذبه لابد من معرفة حقيقة الحبيب وحقيقة العلاقة بينكما، فإذا كان رجل صالح يقيم دينه بفعل الواجبات وبترك المحرمات ويجتهد في الطاعات، ولا تعرفي عنه غير ذلك، والعلاقة بينكما لا يوجد فيها ما يغضب الله كما يحدث في هذه الأزمنة، من تواعد ولقاءات وعلاقات محرمة تحت مسمى الحب، والخروج معه وكأنه زوج أو كأنك زوجة وقد يكون هناك أتصالات من خلف الأبواب وطلع على العورات وملامسات وقبلات وكل هذا ليس له علاقة بالحب، بل هو العبث والزنا وقلة الدين ونعدام الأخلاق وموت الحياء، وهو حب الأفلام الفاجرة التي ملئت بيت الناس وأفسدت أبناء المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله فالحذر من مثل هذه الحالة، وأما إذا كان من ذلك الحب الطاهر العفيف الشريف الحقيقي، فهو ليس كلمة يقولها شاب لفتاة في موقف رومانسي من خلف الأبواب!!! بل هو مسؤولية أمام الله وأمام الناس، ومن أحب أحد خاف عليه ورعاه وحرص على سمعته، في الدنيا والآخرة، فالحب الصادق هو مشاعر عفيفة طاهرة لا علاقة مباشرة، وهو في الأصل أمر طبيعي في حياة البشر، إذا انتهى إلى غاية شريفة ولم يصاحبه محرم، وهذا هو الحب الحقيقي، فهذا لا بأس به وهو أمر فطري، أذا كان القصد منه الزواج وهي علاقة في النور، وقد كان الرسول صل الله عليه وسلم يُحب زوجاته ويخص عائشة منه بنصيب أوفر، وكل شخص لا يكون كذلك فهو رجل مخادع يتحايل على فتاة ساذجة يبحث عن فرسة ينال منها ما شهوته ثم يلقي بها ويبحث عن غيرها وهذا يحصل كل يوم لبنات المسلمين للأسف، فإذا كان الحال كذلك وهو رجل صالح تتوفر فيه الشروط الشرعية لزوج الذي يرضي الله والقصد من العلاقة الزواج ولا يوجد ما يغضب الله سبحانه، فقد تكون رؤيا صادقة يبشرك الله بها بأنه جامعكما معاً في مسيرة مشتركة بالزواج إن شاء الله، فالله سبحانه لا يبشر إلا بحسب ما يوافق شرعه، فرؤيا الفتاة العزباء تركب في سيارة لمن تحب فقد يكون تيسر الله لكما بالزواج والمسيرة المشتركة في هذه الحياة إن شاء الله، ورؤية الوالد المتوفى في المنام يجلس في حضن الحبيب فهو يدل على أنه سيكون شخص يقوم برعايتك وحمايتك ومحبتك، وإذا كان والدك ترك شئ خلفه يحتاج لعناية ورعاية فلعله يكون هو من يتحمل هذه المسؤولية فالحضن رعاية وعناية ومحبة إن شاء الله، ولكن الحذر فلعله غير مستعد الآن لهذه المسؤولية، فرؤيته يرفض السماح لك بتقبيله بشهوة من الشفاه فهو يدل على عدم الإقدام على الزواج إما لأنه غير مستعد أو قد لا يكون يفكر بالزواج الآن وغيرها من الأسباب، والعضة من الشفة تمسك به ومحبة له ما لم تكون العضة شديدة مؤلمة، ورؤيا بأنه يوصلك لبيتكم القديم فهو يدل على الرجوع عن أمر قديم كان مصر عليه ثم يتراجع عن ذلك الرأى، والبيت القديم تغير في الظروف والوسيلة والمنهج الذي قد يكون يسلكه ثم يتراجع عنه ويضع في الأمن والأمان إن شاء الله ولعل تغير الثياب تغير في الوسائل والتصرفات وقد يكون زواج وقد يكون توبة من معاصي والقرب من الله، وذلك لأن قراءة القرآن من الوالدة تدل على القرب من الله وعلى الزواج وعلى الألتزام بأحكام الإسلام، ودلالة بأن الوالد على أتصال فقد يكون موافقة من الله عليه إذا كان رجل صالح تتوفر به هذه الشروط إن شاء الله، فالقدوم لبيتكم بوجود الجميع في المنام فهو يدل على الوصل والصلة وتحقق المحبة إن شاء الله، ولكن إذا لم يكون الحال كذلك في الواقع وليس بالرجل هذه الشروط، أو بأن العلاقة بينكم فيها محرمات وما يغضب الله، فهو إما حلم من الشيطان لا يزال يطمع في أبقاءك على معصية الله ومخالفة شرعه بمثل هذه العلاقات المحرمة المفسد لك في الدنيا بالسمعة الفاسدة وفي الآخرة بالأثم العظيم، أو هي مجرد رؤيا حديث نفس من ما هو محفوظ في ذاكرتك أو من ما تتمني حصوله والله أعلم.