تفسير حلم أني اكل ارز ابيض مخلط بالارز بني و أكل...

الحمد لله الحي العليم الذي لا تخفى عليه خافية
السميع البصير، سواء عنده السر والعلانية، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الأخت الفاضلة رأيت خيراً وكفيت شراً بأذن الله، الطعام في المنام في الأصل يدل على: الرزق وعلى المناسبات، وكل صنف من الطعام في المنام يدل على حاله بحسب وضعه في المنام فطعام الأفراح بشارة بمناسبة فرح، والطعام المعروف في  المآتم عندكم يدل على الهموم والأنكاد، والأطعمة التي لا تتقيد بزمان فإنها أرزاق وفوائد مستمرة، والأطعمة التي تتقيد بزمان فأرزاق في وقت محدد، وأطعمة المجاهدين عز ورفعة، وأكل الحلال دليل على الهدى واتباع السنة، وأطعمة العلماء علم وهداية وبركة، وأطعمة الشرطة تناول حرام، وأطعمة الفقراء وأرباب الورع والزهد توبة وهداية للأكل منها، وأطعمة أهل البادية سفر وانتقال من حال إلى حال، والطعام إذا كان مطبوخ باللحم فهو غنى للمحتاج، وقد يكون زواج للعزباء، والمطبوخ بغير اللحم فهو ضيق في المعيشة، ورؤية الأكل من طعام وكان طعمه لذيذ حتى الشبع فهو في المنام، يدل على المعيشة الهنية الرغيدة، وحياة فيها رزق واسعة طيب،
والطعام الذيذ يدل على المال الحلال، وكذلك يدل على صلاح الباطن، ومن أكل حتى شعر بالشبع وحمد الله في منامه دل على فرج ورزق طيب إن شاء الله. والشبع في المنام يدل على الإستغناء عن الناس ولكن مع تقصير في الألتزام، وهو ما يعبر عنه بالإنشغال في الدنيا والتمتع بالذيذها حتى ينسى أخرته ويقصر بطاعة ربه، والأكل من الأرز الأبيض المخلوط بالأرز الأسمر من غير لحم، فهو يدل على ظروف صعبة، وقد تكون معيشة مخلط فيها الحلال بالحرام، أو المشقة بالراحة، والحزن بالفرح، وهذا إذا صدق المنام والله أعلم

الأخت الفاضلة:
الأرز لوحده بدون لحم ولا غيره وهو خليط مع أرز أسمر فهو يدل على خليط من الظروف صعبة، وأكل الأرز لوحده لا يدل على زوال هذه الظروف للأسف، بل يدل على أنك بحاجة للإجتهاد وبذل الأسباب لإصلاح تلك الظروف بالقرب من الله بالتزام شرعه سبحانه، ومن ثم على تغير تلك الظروف الصعبة خصوصاً إذا كان لديك شئ من السحر أو المس والذي يعطل لك المسيرة والله أعلم. 

الأخت الفاضلة:
ما يصيب العبد ما كان ليخطئه، وما أخطأه ما كان ليصيبه، كما في الحديث، وكذلك قد اخبارنا الله ورسوله صل الله عليه وسلم: بأن ما يصيب الإنسان من إبتلاء أنواع، صنف منه رفع لدرجات، وصنف لمغفرة الذنوب، وصنف تعجيل في العقوبات، ولمعرفة الإنسان من اي نوع أصابه، فعليه أن ينظر في حاله في الظروف الإعتيادية، فإذا كان البتلاء لم يكون في دينه، لم يصبه شئ يؤثر على دينه على توحيده لله على أمانه بالله وبالقدر، لم يكون عقوبة بل رفع لدرجات مدام البتلاء قد قربك من الله، ولذلك قال صل الله عليه وسلم يبتلى الإنسان أو المرء على قدر دينه، وإذا كان الإنسان قد وقع في ذنب عظيم ثم تاب منه ثم حصل له أبتلاء فيحتمل أن يكون من باب مغفرة الذنوب، ولكن إذا كان البتلاء في الدين بمعنى أبعد المر عن دينه أو ضعف إيمانه أو كان بعد عقوبة من المتعجلات مثل عقوق الوالدين والظلم للعباد ومن الذنوب التي تجتمع فيها العقوبتان، ولا تكون عقوبة الدنيا مكفرة لها: البغي، وقطيعة الرحم، والخيانة، والكذب. فإذا رأيت شخصاً يبارز الله بالعصيان ، وقد وقاه الله البلاء وأدر عليه النعم، فاعلم أن الله إنما أراد به شراً لأن الله أخر عنه العقوبة حتى يوافي بها يوم القيامة، فليس كل نعمة رضاً من الله، إلا إذا كانت لشخص ذو دين وطاعة وتباعاً لسنة وليس كل عقوبة غضب من الله وعقوبة إلا إذا كانت في الدين، فعليك بالصبر والقرب من الله فهو نجاتك في الدنيا بالتخلص من السحر والسحرة ويوم القيام الفوز العظيم، أسأل الله أن يشافيك ويعافيك ويصرف عنك الشر وأهله اللهم آمين والله أعلم.