شرح قصيدة البوصيري "وافاك بالذنب العظيم المذنب...

 وَافاك بالذنبِ العظيمِ المُذْنِبُ
خَجِلاً يُعَنِّفُ نفسَهُ ويُؤَنِّبُ
لم لا يشُوبُ دُمُوعَهُ بِدِمائِه
ذو شيبَةٍ عَوْرَاتُها مَا تُخْضَبُ
لَعِبَتْ به الدّنيا ولولا جَهْلُه
ما كان في الدنيا يخوضُ ويَلعبُ
(في هذه الأبيات يقول الشاعر أن المذنب حينما يتوب يتوجه لربه تعالى متضرعا وهو خجول ويؤنب نفسه باستمرار على فعلته ويتساءل بأنه لم لا يخلط هذا المذنب دموعه بدمائه، بعدها لعبت به الدنيا وأغرته وهذا المذنب لجهله استسلم لها واستمر في خوضه ولعبه) 
لَزمَ التَّقَلُّبَ في مَعاصِي رَبِّهِ
إذْ باتَ في نَعْمائِهِ يَتَقَلَّبُ
يستغفِرُ اللَّهَ الذُّنوبَ وقلبُه
شرِهاً على أمْثالها يَتَوثَّبُ
يُغْرِي جَوَارِحَهُ عَلَى شَهَوَاتِهِ
فكأنَّهُ فيما استَبَاحَ مُكلِّبُ
( يستنكر الشاعر هنا استمرارية تقلب الإنسان في المعاصي مع أنه يغرق في نعم الله تعالى، وبعدها نجده يستغفر الله وفيما بعد يستمر في عصيانه وارتكاب الذنوب والآثام، ويستمر كذلك في اغراء جوارحه وتزيين المنكر لها وكأنه مقيد في كل ما يستبيحه ولا يستطيع الاستغناء عنه). 
أضْحَى بِمُعْتَرَكِ المَنايا لاهِياً
فكأنَّ مُعْتَرَك المنايا مَلْعَبُ
ضاقَتْ مذاهِبُه عليه فما لَه
إلَّا إلى حَرَمٍ بِطَيْبَةَ مَهْرَبُ
مُتَقَطِّعُ الأسبابِ مِنْ أعمالِهِ
لكنه بِرَجَائِه مُتَسَبِّبُ
(يقول الشاعر هنا أن هذا المذنب استمر يلهو في معترك المنايا وكأنه جعل المنايا ملعبا له ولهوه، وكأن الحياة أيضا ضاقت عليه بكل ما فيها فلم يجد الا المحرمات ليرتكبها ويلهو بها، دون أن يعمل ويجد ويتجه للحلال، وهو بذلك كان سببا في كل رجاءاته واستغاثته بالله تعالى). 
يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير ، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال. بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط  تحميل تطبيق جواب