إسأل الكاتب الآن

طلال مصباح

طلال مصباح

الكاتب

الأسئلة المجابة 9142 | نسبة الرضا 97.9%

كتابة

تعبير عن ام وابنها فرقت بينهم النكبة عام 1948ثم...

تم تقييم هذه الإجابة:
تعبير عن ام وابنها فرقت بينهم النكبة عام 1948ثم اجتمعا بعد سنتين

إطرح سؤالك

إجابة الخبير: طلال مصباح

طلال مصباح

طلال مصباح

الكاتب

الأسئلة المجابة 9142 | نسبة الرضا 97.8%

السلام عليكم
شكرا لانضمامكم إلينا وثقتكم بنا
عزيزي العميل :
* كانت عائلة محمد (وحيد العائلة) تتناول طعام العشاء في جلسة سمر عائلية على ضوء القمر و ضحكاتهم تتعالى ممتزجة بكل معاني الحب و الحنان ، هذه العائلة المسكينة لم تكن تعلم ما سيحل بها بعد ساعات من هذه الجلسة التي كانت فعلا جلسة الوداع لثرى منزلهم الجميل المتواضع البسيط ، فبعد مدة من الزمن استيقظت العائلة على صوت القنابل و المدافع التي انهمرت عليهم كأنها حمم بركانية ، استيقظ محمد على صوت والدته التي تصرخ بسرعة يا محمد أدرك والدك ، دخل محمد الغرفة و وجد أباه غارقا في دمائه الزكية الطاهرة ليعلن لوالدته بعدها أن روح والده انتقلت إلى العالم العلوي ، ازدادت كثافة القنابل و المدافع بحيث لم تترك لهذه العائلة المسكينة أي متسع من الوقت ليحملوا جثمان والدهم الشهيد فخرجوا راكضين ، و عندما خرجوا كان المشهد أشبه بيوم الحشر الكل يجري منفردا فالمهم هو أن ينجو الفرد بروحه و فجأة سقطت قذيفة محاذية للأم و ولدها الوحيد محمد و كانت هذه بداية الفراق فالأم المسكينة أغمي عليها و حينما استيقظت لم تجد فلذة كبدها ، بحثت و بحثت و لم تترك مكانا يمكن البحث فيه إلا و تركت فيه آثارا من آثار أقدامها ، أما محمد فقد فر هاربا لينجو بروحه و دموعه الغزيرة تنهمر حزنا على فراق عائلته ، مرت السنين الطويلة كبر خلالها محمد و استطاعت عائلة شاءت الأقدار أن تحرم من نعمة الأطفال لتجد محمد باكيا بين من هجروا من ديارهم احتضنته هذه العائلة و ربته و اعتنت به ، أما والدة محمد المسكينة فقد عاشت هذه السنين الطويلة على ذكرى والدها الوحيد و لم تجف دموعها يوما على فراقه و عاشت فقيرة حزينة في منزل لا يصلح للعيش الآدمي و لكنها لم تكن تلقي بالا لكل ذلك فالمهم هو أن تعثر على فلذة كبدها ، كبر محمد و تخرج من الجامعة و حصل على وظيفة في أحد مراكز مساعدة اللاجئين فقد كان يذهب لمنازلهم لتفقد أحوالهم و من ثم تقديم المساعدات المادية لهم ، حزن الجيران كثيرا على حالة أم محمد التي يرثى لها و كانوا يطمحون لمساعدتها بأي صورة و أي شكل فخرج أحدهم إلى أحد مراكز المساعدة هذه لكي يرشد العاملين هناك إلى منزل هذه المسكينة علهم يأتون لمساعدتها ، و لحسن الحظ وقع الاختيار على محمد ليخرج لمعاينة حالة هذه المرأة المسكينة و عندما وصل إلى المنزل شعر محمد و كأن شيئا ما يجذبه لهذا المكان نظر إلى المكان و لم يلفت انتباهه فيه سوى تلك العجوز التي تجلس باكية حزينة بعد أن أكلت التجاعيد ملامح وجهها الجميلة ، عاين المكان و جلس بجانب المرأة طالبا منها أوراقا ثبوتية لكي يسجل حالتها و حينما بدأ بقراءة الأوراق أصيب بصدمة لم تترجم سوى على هيئة دموع غزيرة كانت مصحوبة باحتضان قوي جدا لهذه المرأة أعقبها صرخة عالية سمعها القاصي و الداني في ذلك المكان : أمي الغالية .

إسأل الكاتب

طلال مصباح

طلال مصباح

الكاتب

الأسئلة المجابة 9142 | نسبة الرضا 97.9%

  • 100% ضمان الرضا
  • انضم الى 8 مليون من العملاء الراضين
المحادثات تتم ضمن هذه البنود

في الأخبار