مرحباً! كيف يمكنني المساعدة في سؤال تفسير...

الأخت الفاضلة: رأيت خيراً وكفيت شراً بأذن الله.
رؤيا العم المتوفي في المنام في الأصل تدل على: الخبر والتذكرة. فرؤيا المتوفى في المنام تحمل رسائل الأولى عنه: إذ من هذه الرؤى نتمكن من معرفة أحوال المتوفى فإذا ظهر في المنام مرتاحاً سعيداً ضاحكاً أو مبتسماً يرتدي ثياباً جميلة ونظيفة عليه أثر الهناء والفرح والسرور أو يأكل ويشرب ويتمتع أو يقول أو يفعل شئ طيباً، فهو يدل على حاله بعد الموت عند الله سبحانه وتعالى، وإذا دل حاله على العكس من ذلك والعياذ بالله فالعكس صحيح أيضا، ورؤية المتوفي قد عاد للحياة ثانية في المنام وجاءكم إلى البيت، فهو يدل على إحياء أمر قديم كاد أن ينسى ويحصل لك منه فرح، وقضاء حجة مهمة، وتحصيل منفعة إن شاء الله، وتكرار رؤية الميت فهي رسالة لك بأن هناك أمر يرتبط به لا زال يؤثر عليه، وبما أنه كان لك عليه حقوق، لا تزال في ذمته للأسف،  فلعله يطمع منك أن تنهي هذه الحقوق بمحاولة استرداد حقوقك التي في ذمته إذا أمكن،  أو بمسامحته، فإذا كان بالفعل قد ظلمك وأخذ حقوقك ولم يردها مع القدرة،  فهو في اسواء حال والعياذ بالله، ومسامحته بصدق ومن قلب هي من أعظم أعمال البر لك عند الله، وأعمال البر للميت هي كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
( إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملهُ إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له )؛ رواه مسلم، فهذا ما يحتاجه الميت صدقة تمحو له شئ من الذنوب والمعاصي، أو أحد من الصالحين يدعو له بخير في كل وقت وحين فجتهدوا بذلك ولا تغفلوا عنها، وأنت لك حقوق في ذمته تبقى ولا تسقط وعقوبتها عظيمة إذا صدق وكان حق لك بالفعل، فالنصيحة للأخت الفاضلة بأن العفو عنه يعفو الله عنك إن شاء الله، والرسالة الثانية: هي للرائي فرؤيا الموتى بالأصل هي تذكرة وموعظة، بأن هذه الدنيا لا يطمأن لها ولا يغفل عنها إلا المخدوع فهذا هو العم المتوفي قد كان بينكم بالأمس، وها هو اليوم في دار الحق حيث حساب ولا عمل، وأنتم في دار الدنيا حيث عمل ولا حساب الآن، فهل إستغلينا الدنيا لتكون مدخلنا لنا للأخرة يوم نكون مثله حساب ولا عمل فيه، أسأل الله لكم الهداية والتوفيق والفرح والسرور في الدنيا والأخرة وله الرحمة. والله أعلم.